طيور الصرد في الصيف: زوار مميزون ودروس في العناية بالطبيعة

جدول المحتويات

سبتمبر والطيور: لحظات من الرعاية والتأمل في جمال الطبيعة

مرحبًا بكم في سبتمبر 2024 طيور الصرد في الصيف: زوار مميزون ودروس في العناية بالطبيعة.  في ظل الأجواء الحارة التي مازالت تسيطر على مدينتي العزيزة ،مما يجعلنا لا نتوقف عن تقديم الماء والطعام لزوارنا من الطيور ومراقبتهم من بعيد. ربما لا يدركون مدى حبنا لهم، ولكن لا يهم، فنحن نحبهم على أي حال؛ فمشاهدة حركاتهم العفوية وسلوكياتهم البسيطة تجلب لنا السعادة وتبعث على التفكير في ملكوت الله عزوجل، في الأيام القليلة الماضية،  رصدنا طيور مميزة وجديدة على الحديقة

نظرات ثاقبة حول المكان

طائر الصرد الأحمر الظهر وأيضاً نوعاً آخر من الصرد،  مايلفت النظر على الفور هي النظرات الثاقبة والمراقِبة المستمرة وهو يقف على غصن شجرة المورينجا أو حتى على الأرض، النظرات نظرات متفحصه للمكان وكأنه يدرس ويبحث في نفس الوقت عن أي تهديد محتمل له، مستائلاً هذا ما أتخيله يقول، ما الذي يوجد هنا؟ هل هناك خطر يهددني؟ حيوانات مفترسة؟ ويبدو أنه قد يعتبرنا غير مؤذيين، فواصل جولته التفقدية في الحديقة. في الحقيقة، لم أكن أعرف الكثير عن هذه الطيور الفريدة، لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة ومحركات البحث، اكتشفت أن التالي

 

طيور الصرد في الصيف: زوار مميزون ودروس في العناية بالطبيعة

طائر الصرد الأحمر الظهر: مظهره وسلوكه

هذا الطائر الصغير يتميز بظهر بني محمر ورأس رمادي يتناقض مع قناع أسود حول عينيه، مما يضفي عليه مظهراً مميزاً وفريداً. ما يميز هذا الطائر أيضاً هو سلوكه في الصيد، فهو صياد ماهر يقوم بتخزين فرائسه عن طريق تعليقها على الأشواك أو الأسلاك، ليعود إليها لاحقاً

طيور الصرد في الصيف

الصرد الجزار: الطائر الذي يجمع بين الجمال والقوة

يجمع مابين الجمال والقوة. يتميز هذا الطائر بقدراته الاستثنائية في الصيد وسلوكه الغريب في تخزين الفرائس، لونه هنا بني على حسب بيئته حيث بيئتنا بيئة صحراوية، في حين تتنوع الأوان على الأجنجة بين البني الغامق والأسود، مما يمنحه مظهراً متناسقاً مع طبيعة البيئة لدينا، أما البطن فيكون فاتح اللون، وغالباً ما يكون أبيض أو بيج، مما يضيف تبايناً جميلاً في ألوانه، لديه منقار معقوف ويعد من أبرز ملامح الصرد الجسدية، ويشبه منقاره الطيور الجارحة مثل النسور والصقور، يُستخدم هذا المنقار القوي والحاد لقتل الفريسة بسرعة وفاعلية، كم أُعجبت به عندما شاهدته بالصدفة ينقض على الوزغ بسرعة فائقة للأسف لم أملك حينها الكاميرا لإلتقاط تلك الحركة، أعتذر محبين الزواحف على فرحتي للتخلص من الوزغ وشكرا لك طائر الصرد. وبفضل خلق الله عزوجل له هكذا، فإن طائر الصرد يستطيع التعامل مع فرائس أكبر من حجمه مثل الحشرات الكبيرة وحتى الزواحف الصغيرة

زوار مميزون ودروس في العناية بالطبيعة

القناع الداكن حول العينين

علامة فارقة في مظهر الصرد هي الخط الداكن الذي يحيط بعينيه، لا أعلم هل هناك أحداً غيري يراه زورو الصغير بسبب قناع الرأس الأسود حول عينيه Zoro

خلق التوازن في البيئة من حولنا

طيور الصرد الأحمر  ليسوا فقط زائري سبيل في الحديقة، بل هم جزء من النظام البيئين حيث يساهموا في التحكم في أعداد الحشرات في البيئة المحيطة، موطنهم الأصلية تمتد عبر أوروبا وآسيا، ويهاجر إلى إفريقيا خلال الفصول الباردة. يفضلون العيش في البيئات المفتوحة مثل الحدائق والمراعي، حيث يجد مساحات وفيرة لمراقبة الفرائس وصيدها، ولقد شاهدت كيف أصطاد حشرة من على الأرض بسرعة كبيرة، طريقة تركيزه رائعة ! طائر رائع

زياراتهم الغير متوقعة أضافت بعداً جديداً ليومي، وجعلتني أتأمل في جمال التنوع الطبيعي من حولي. من الرائع أن نجد الحياة البرية حتى في أبسط الأماكن مثل حديقة المنزل. طائر الصرد الأحمر الظهر والطائر الجزار، بتفاصيلهم الفريدة وسلوكهم المميز، كانوا بحق ضيوف مميزين وأضافة لمسة من البرية إلى حديقة المنزل

الدروس المستفادة من طيور الصرد: الصبر والتركيز

مايقدمه لنا الطائر هو الصبر والتركيز والتأني في أخذ قرارات الحياة، سواء كانت قرارات مصيرية أو مراقة التطورات قبل التسرع في تنفيذ أي خطة. ومن طريقة تعليقه لطعامه على الأسلاك والأشواك نتعلم المرونة والإبداع في مواجهة التحديات، أي البحث دائماً عن طرق غير تقليدية للتعامل مع العقبات. اليقظة والحذر الدائم في التعامل مع المواقف التي قد تتطلب قرارات حاسمة كالإبتعاد عن المخاطر وحماية أنفسنا من المواقف الغير مستقرة

طيور الدوري واقفات على غصن شجرة المورينجا

الطيور في حدائقنا: مسؤوليتنا في الأوقات الحارة

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في بعض المناطق، نجد أنفسنا نتكيف مع التغيرات المناخية بطرق عديدة: نشرب المزيد من الماء، نبحث عن الظل، ونستخدم المكيفات لتبريد منازلنا. لكن، هل فكرنا يومًا في تأثير هذه الأجواء الحارة على الكائنات الأخرى التي تعيش حولنا؟ الطيور، هذه الكائنات الجميلة التي تضيف إلى حياتنا اليومية البهجة بصوت تغريداتها، تجد نفسها في بعض الأحيان تعاني من نقص المياه والغذاء خلال أشهر الصيف

عندما ترتفع درجات الحرارة وتجف الأنهار والمسطحات المائية الطبيعية، تصبح الطيور في حاجة ماسة إلى مصادر مياه بديلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحرارة الشديدة قد تقلل من فرص الطيور في العثور على الطعام. لهذا، أصبح من المهم للغاية أن نأخذ بزمام المبادرة في مساعدة هذه المخلوقات الرقيقة التي تضفي لمسة من الجمال والطبيعة على محيطنا

لماذا يجب أن نهتم بالطيور؟

الطيور تلعب دورًا أساسيًا في النظام البيئي. فهي تسهم في التحكم في أعداد الحشرات، تساهم في تلقيح النباتات، وتنشر بذور الأشجار والنباتات. إذا توقفنا عن الاهتمام بها، فإن هذه الأنظمة البيئية قد تختل، مما يؤدي إلى تأثيرات واسعة النطاق على الطبيعة من حولنا. لكن الأمر لا يتعلق فقط بدورها البيئي. إن العناية بالطيور يمكن أن تكون تجربة ممتعة ومرضية. من الجميل أن تشاهد طائرًا يحط في حديقتك، يتناول الطعام الذي قمت بتقديمه له، ثم ينطلق في رحلته اليومية. عندما نبدأ في العناية بالطيور، نلاحظ أن لها شخصيات مميزة وسلوكيات ممتعة تستحق الاهتمام

كيف يمكننا مساعدة الطيور؟

من أبسط الطرق لمساعدة الطيور هي توفير الماء والطعام في حدائقنا. مع قلة الأنهار والمسطحات المائية المفتوحة، تصبح الماء النقي أمرًا حيويًا للطيور في فترات الصيف. يمكن وضع أطباق صغيرة من الماء في الظل لتبقى باردة قدر الإمكان. من الأفضل تغيير الماء يوميًا لتجنب نمو الطحالب أو تجمع الحشرات

علاوة على ذلك، يمكن تقديم الطعام المناسب مثل بذور الطيور، الفواكه المقطعة، أو حتى الفتات البسيطة التي يمكن أن تشكل مصدرًا جيدًا للطاقة للطيور خلال فترات النهار الحارة. إذا كنت تمتلك حديقة تحتوي على نباتات طبيعية، يمكنك السماح لبعض النباتات مثل الأعشاب البرية بالنمو؛ فهي توفر بيئة طبيعية للطيور لتجد فيها الحشرات، مصدر غذائها الطبيعي

أوقات الذروة للعناية بالطيور

الصيف هو الوقت الذي تصبح فيه الظروف أصعب على الطيور. ومع ذلك، لا ينبغي أن ننسى الاهتمام بها خلال فترات الانتقال مثل الربيع والخريف، حيث تكون الطيور في مراحل الهجرة وتحتاج إلى مصادر طاقة إضافية لمواصلة رحلاتها الطويلة. إن وضع الماء والطعام في أماكن محددة يمكن أن يكون بمثابة محطة استراحة لهذه الطيور المهاجرة

في فصل الشتاء، يمكن أن تشكل الظروف الجوية الباردة تحديًا آخر للطيور. لكن الصيف، ومع حرارة الشمس الحارقة، هو الوقت الذي تصبح فيه الحاجة أكثر إلحاحًا

دورنا كبشر

العناية بالطيور ليست فقط مسؤولية الأفراد، بل يجب أن تكون مسؤولية مجتمعية. إذا بدأنا نحن كأفراد في وضع الطعام والماء للطيور في حدائقنا أو حتى على شرفاتنا، سنلاحظ أن الطيور ستجد طريقها إلى تلك الأماكن بشكل منتظم. يمكن أيضًا نشر الوعي بين الجيران وأفراد المجتمع حول أهمية تقديم المساعدة للطيور في هذه الأوقات الصعبة

من الجميل أن نبدأ في تنظيم حملات محلية للعناية بالطيور في الحدائق العامة أو المناطق المفتوحة. يمكننا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي وتشجيع الآخرين على الانضمام. كما يمكن تعليم الأطفال والشباب أهمية الحفاظ على البيئة ودور الطيور فيها، من خلال الأنشطة التعليمية والتوعوية

طير الحمراء

نصائح للعناية وجذب الطيور إلى الحدائق

اختيار الأماكن المناسبة لوضع الطعام

حاول وضع الماء والطعام في أماكن آمنة وبعيدة عن أي تهديدات قد تواجه الطيور مثل القطط أو الحيوانات الأخرى، وعدم إلقاء الطعام في طريق المارة و و سط الأحياء

التنوع في الطعام للطيور

حاول توفير مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الفواكه، الحبوب، والمكسرات. هذا التنوع سيساهم في جذب أنواع مختلفة من الطيور

المحافظة على النظافة

 تأكد دائمًا من تنظيف أماكن الطعام والماء بانتظام لتجنب تجمع الحشرات أو الأمراض التي قد تؤثر على صحة الطيور

العناية بالطيور خلال الصيف: كيف يمكننا المساعدة؟

في نهاية المطاف، يجب أن نُدرك أن العناية بالطيور ليست مجرد نشاط جانبي، بل هو جزء من مسؤوليتنا تجاه البيئة والطبيعة من حولنا. فالطيور ليست فقط جزءًا من النظام البيئي، بل هي أيضًا رمز للحياة والحرية والجمال. إذا فقدناها، سنفقد جزءًا من سحر الطبيعة الذي يحيط بنا

لهذا، أُكرر طلبي: خلال فترة الصيف الحارة، عندما تكون الطيور في أشد الحاجة إلى المساعدة، لا تترددوا في تقديم يد العون لها. ضعوا أطباق الماء والطعام في أماكن آمنة، وراقبوا كيف ستجد الطيور طريقها إلى قلوبكم، جالبة معها الفرح والسعادة في كل زيارة

لمزيد من متعة مراقبة الطيور في الحديقة، لا تفوتوا مقالتي الأخرى عن “طيور البلبل النغري في حديقة منزلنا“، حيث أشارك المزيد من التفاصيل عن هذه الطيور الجميلة وسلوكياتها الفريدة

You Might Also Like

Leave a Reply